البيانات الاقتصادية الصادرة والمنتظرة
تترقب الأسواق اليوم في تمام الساعة 4:30 عصراً بتوقيت دولة الامارات العربية المتحدة بيانات مؤشر أسعار المنتجين لشهر يوليو والتي من المتوقع أن تتراجع من 1.1% في شهر يونيو إلى 0.2% وتأتي أهمية هذا المؤشر لكون بيانته تؤثر بشكل مباشر على بيانات مؤشر أسعار المستهلك (مستويات التضخم) أي أنه أي ارتفاع في الأول يؤدي إلى ارتفاع في الثاني.
تجدر الإشارة إلى صدور مستويات التضخم لشهر يوليو البارحة وتسجيلها تراجعاً من 9.1% إلى 8.5% ويعود الفضل في ذلك إلى تراجع أسعار النفط الأمر الذي أدى إلى هبوط في أسعار الدولار
بحسب المتوقع في مقال البارحة. علماً ان مستويات التضخم مرشحة للتراجع بشكل أكبر مع تراجع أسعار البينزين اليوم في الولايات المتحدة لما دون 4 دولار للغالون لأول مرة منذ عدة أشهر .
مؤشرات الأسهم وعوائد السندات
استمر اليوم ارتفاع أسعار مؤشرات الأسهم الأوربية وأغلب العقود المستقبلية للمؤشرات الأمريكية الذي بدأ البارحة بعد صدور مستويات التضخم الأمريكية والتي دفعت المستثمرين إلى ترجيح قيام لاحتياطي الفيدرالي بتخفيف سرعته الحالية في رفع أسعار الفائدة، بل وإمكانية تحول سياسته في الربع الأول من العام القادم .
وقد رحب أعضاء الاحتياطي الفيدرالي بتراجع مستويات التضخم في شهر يوليو إلا أنهم مازالو يعتبرونها بأنها "مرتفعة بشكل غير مقبول" ولذلك فقد شددو على استمرار سياسة رفع أسعار الفائدة خلال العام الحالي بل وفي في العام القادم حتى الوصول إلى هدفها عند 2% . و لم يستعبد البعض منهم رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس في اجتماع شهر سبتمبر.
وقد تراجعت اليوم عوائد السندات الأمريكية لمدة 10 سنوات ولمدة سنتين إلا أن الفارق بقي بينهما عند 41 نقطة أساس لتدل على اعتقاد المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي مستمر حالياً و حتى نهاية العام في سياسة رفع أسعار الفائدة وتجاهله لحالة الركود الاقتصادي.علماً أن عوائد سندات 10 سنوات قد أغلقت أدنى 2.80 في إشارة على إمكانية عودتها لاختبار 2.50%
العملات
و قد استقرت أسعارمؤشر الدولار اليوم بعد تراجعها البارحة لأدنى مستوياتها منذ أكثر من خمسة أسابيع مع ازدياد شهية المخاطرة في الأسواق . تجدر الإشارة إلى أن عضو الاحتياطي الفيدرالي السيد كاشكاري (وهو من أنصار أسعار فائدة مخفضة) قد صرح بأنه بأنه يريد أن يرى أسعار الفائدة عند مستويات 3.9% في العام الحالي و 4.4% في العام القادم وتعتبر هذه التصريحات بمثابة دعم لأسعار الدولار التي قد تبطء من الاتجاه الهابط الحالي و قد تحوله إلى اتجاه أفقي.
من الناحية الفنية، فقد أغلقت أسعار مؤشر الدولار أدنى مستويات المتوسط المتحرك لمدة 50 يوم بما يرجح استمرار التراجع باتجاه 103.83 . أما في حال تغير في اتجاه الأسعار وإغلاق الشمعة اليومية أعلى 105.42 فذلك يفتح الباب لتداولها باتجاه 107.40.
من جهة أخرى فقد سجلت أسعار اليورو مقابل الدولار أعلى مستوياتها منذ عدة أسابيع ولكنها لم تغلق أعلى المتوسط المتحرك لمدة 50 يوم بما يدل على استمرار مخاوف الأسواق من أزمة الطاقة الأوربية الروسية و التي تهدد بدفع الناتج المحلي الإجمالي الأوربي للدخول في حالة ركود.
من الناحية الفنية ، يعتبر إغلاق الشمعة اليومية لزوج اليورو مقابل الدولار فوق 1.0334 إشارة على إمكانية استمرار الارتفاع اتجاه 1.0415 و أي أغلاق أعلى هذا المستوى يفتح الباب للاستمرار باتجاه 1.0559 أما فشلها في الإغلاق فوق 1.0415 قد يدفعها للعودة للتراجع باتجاه 1.0146 .
الذهب والنفط
تراجعت أسعار الذهب اليوم بعد ارتفاعها البارحة على خلفية تراجع أسعار الدولار الأمريكي وارتدت من مستوى 1807 دولار للأونصة. ولكون أسعار الدولار قد تتراجع ببطء أو قد يتوقف تراجعها بسبب تصريحات أعضاء الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة فإن ارتفاع أسعار الذهب قد يكون بطء أو قد يتوقف لارتباطها بعلاقة عكسية مع أسعار الدولار الأمريكي.
من الناحية الفنية ما زالت أسعار الذهب تتداول أعلى مستوى المتوسط المتحرك لمدة 50 يوم في دليل على إمكانية عودتها لاختبار 1807 ، و إغلاق الشمعة اليومية أعلى هذا المستوى قد يدفعها للاستمرار باتجاه 1831 أما فشلها في حال إغلاقها اليوم أدنى المتوسط المتحرك لمدة 50 يوم الذي يقع حاليا عند 1787 قد يدفعها للتراجع باتجاه 1765 .
استقرت أسعار النفط اليوم في انتظار التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدر للنفط أوبك والذي يغطي أهم العوامل التي تؤثر على آفاق سوق النفط العالمي والتطورات خلال العام القادم والتي تؤثر على العرض والطلب و استقرار الأسعار. تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط قد خسرت كافة المكاسب التي حققتها منذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية بسبب مخاوف تراجع الطلب الذي سيبسببه الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.
أسعار نفط برنت - الرسم البياني اليومي
في 21 من شهر يوليو الماضي صححت أسعار خام برنت من اتجاهها الهابط و شكلت قاع أعلى عند 102.23. غير أن حركة الأسعار الأفقية لم تستمر طويلاً حيث أن الأسعار استأنفت اتجاهها الهابط في 4 من شهر أغسطس بعد أن كسرت الحد الادنى للمجال السعري الأفقي الذي يقع بين 100.30 – 110.40 ومنذ ذلك الوقت فشلت في عدة مرات في العودة و الإغلاق ضمن المجال السعري المذكور واستمرار فشلها في لك يفتح الباب أمام تراجعها باتجاه قاع 18 من فبراير عند 90.68 . ومن جهة ثانية ، فإن نجاحها في العودة و الأغلاق ضمن المجال السعري المذكور قد يدفعها للتداول باتجاه الحد الأعلى لهذا المجال عند 110.40 .