هدوء نسيبي يغمر سوق المال رغم تعرضه لخيبات أمل متعددة


لم تكن هناك تحركات قوية داخل الأسواق خلال تعاملات يوم الجمعة، فقد تباين أداء أسواق المال ما بين صعود وهبوط على خلفية البيانات الأمريكية ومفاوضات البريكست التي انتهت في أخر يوم تداول في الأسبوع الماضي. أما بالنسبة لعطلة نهاية الأسبوع، فقد انعقد اجتماع مجموعة دول الثلاثين والذي تحدث خلاله كل من رئيسة المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، ومحافظ بنك إنجلترا، أندرو بايلي، ومحافظ بنك اليابان كورودا. وقد تضمنت تصريحاتهم ما يلي:



رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد: قالت اليوم الاحد إن القيود والإجراءات الجديدة التي تخص فيروس كورونا والتي ستفرض على الحياة اليومية في منطقة اليورو تزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي، مما يؤكد على ضرورة الاستمرار في تبني السياسة المالية والنقدية السهلة. وأضافت أنه "من الواضح أن الدعم المالي ودعم السياسة النقدية يجب أن يظلا في مكانهما لتجنب آثار أزمة كورونا".

محافظ بنك اليابان، هاروهيكو كورودا: صرح بأنه لا توجد حاجة لتغيير هدف التضخم للبنك المركزي أو السياسة التوجيهية بالرغم من أن الولايات المتحدة وأوروبا تقومان بمراجعة أطر سياستهما للبحث عن سبل أفضل لدعم النمو.

هذا ومن بين أبرز البيانات التي صدرت يوم الجمعة (16 أكتوبر 2020)

أولًا: مؤشر الموازنة الفيدرالية:

سجلت الولايات المتحدة عجزًا في الميزانية بلغ 125 مليار دولار أمريكي في سبتمبر 2020، وهو الشهر الأخير من السنة المالية، مقارنة بفائض بلغ 83 مليار دولار أمريكي في الفترة نفسها من العام الماضي وتوقعات السوق بفجوة قدرها 124 مليار دولار أمريكي.
وبالنظر إلى السنة المالية 2020، بلغ عجز الموازنة أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3.132 تريليون دولار أمريكي، أي أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 1.416 تريليون دولار أمريكي خلال السنة المالية 2009.

1-(1).png


ثانيًا: مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميتشجان:

صعد مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيجان إلى 81.2 في أكتوبر من عام 2020 مقابل 80.4 في سبتمبر. غير أنه لا يزال أقل من مستويات ما قبل فيروس كورونا. وبالمثل، ارتفعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 2.7% من 2.6%، في حين تراجعت سرعة وتيرة توقعات التضخم للسنوات الخمس التالية إلى 2.4% من 2.7%.

 وبخلاف ذلك، انخفض مقياس الظروف الحالية (84.9 مقابل 87.8)، وسط تباطؤ نمو العمالة، وعودة الإصابات من جديد من جراء فيروس كورونا، وعدم وجود حزم تحفيز إضافية.

2.png

 

ثالثًا: مبيعات التجزئة:

ارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة 1.9٪ على مدار الشهر في سبتمبر من عام 2020، بعد ارتفاع بنسبة 0.6٪ في أغسطس، لتتفوق على التوقعات بارتفاع بنسبة 0.7٪. كما صعدت مبيعات التجزئة بقيمتها الأساسية، أي التي تقوم باستثناء الخدمات الغذائية وتجار السيارات ومخازن مواد البناء ومحطات البنزين، بنسبة 1.4%. وعلى أساس سنوي، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 5.4٪، وهو أقوى مكسب سنوي حتى الآن في عام 2020.


3.png
أبرز البيانات المرتقب صدورها يوم الاثنين (19 أكتوبر 2020)

أولًا: مؤشر إجمالي الناتج المحلي الصيني:

يتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثالث نموًا بنسبة 11.3% على أساس ربع سنوي، مقارنة بنسبة 11.5%. وكما كان متوقعا، انخفض الربع الأول انخفاضا كبيرا؛ شهد في أعقابها ارتفاعًا قويًا ليقلص خسائره السابقة جميعًا. كان الاقتصاد الصيني قد نما بنسبة 3.2% على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2020، وانتعش من انكماش قياسي بلغ 6.8% في فترة الثلاثة أشهر السابقة، وتفوق على إجماع السوق على توسع بنسبة 2.5%.

4-(1).png

أداء العملات الرئيسية يوم الجمعة (16 أكتوبر 2020)

أولًا: زوج اليورو/دولار

كانت العملة المشتركة الأوروبية قد شهدت خلال التعاملات الآسيوية يوم الجمعة الماضي استقرًار، غير أن هذا الاستقرار لم يدم طويلًا، حيث تداولت عند 1.172 دولار يوم الجمعة، وبدأت تتحرك في اتجاه انخفاض أسبوعي بنسبة 0.4% وسط مخاوف بشأن الانتعاش الاقتصادي في أوروبا.

فقد اضطرت عدة دول في جميع أنحاء المنطقة إلى فرض قيود جديدة على الإغلاق للحد من وباء "كوفيد-19". وفي الوقت نفسه، انتهت محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون أي بوادر على التوصل إلى اتفاق تجاري.

مستويات المقاومة: 1.1745 و1.1772 و1.1798
مستويات الدعم: 1.1693 و1.1668 و1.1641
 
ثانيًا: زوج الإسترليني/دولار

أنهت العملة البريطانية تعاملات الجمعة الماضية على انخفاض بنسبة 1% عند 1.292 دولار، وسط عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتدابير الإغلاق الأكثر صرامة في بريطانيا فضلًا عن إمكانية أسعار الفائدة السلبية.

ومن جهته، كان قد حث رئيس الوزراء بوريس جونسون الشركات البريطانية على الاستعداد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، حيث واصل الاتحاد الأوروبي رفض فكرة اتفاق التجارة الحرة ومع استمرار انقسام الجانبين حول القضايا الرئيسية مثل حقوق الصيد وحوكمة الشركات والمنافسة العادلة.

فيما، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن المملكة المتحدة يجب أن تستعد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة ما لم يتراجع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن حقوق الصيد.

مستويات المقاومة: 1.2966 و1.3013 و1.3064

مستويات الدعم: 1.2867 و1.2816 و1.2768
 
ثالثًا: زوج الدولار/ين

ارتفع الين الياباني بمقدار 0.091 نقطة مسجلًا 105.332 مقابل الدولار الأمريكي يوم الجمعة بفضل زيادة الطلب على الين الآمن بعد أن تجاهل وزير المالية تارو أسو الدعوات إلى ميزانية تحفيز إضافية كبيرة. فقد قال "أسو" إن الوضع كان مختلفا عما كان عليه في وقت سابق من هذا العام عندما كانت هناك حاجة إلى دعم مالي هائل وسط حالة الطوارئ.

وعلى صعيد أخر، حذرت لجنة صندوق النقد الدولي من إلحاق ضرر دائم بالاقتصاد ما لم تحصل البلدان على مزيد من الدعم الاقتصادي، مشيرة إلى أن "الأزمة تهدد بترك ندوب طويلة الأمد على الاقتصاد العالمي، مثل ضعف نمو الإنتاجية، وأعباء الديون الثقيلة، وزيادة نقاط الضعف المالية، وارتفاع الفقر وعدم المساواة".

مستويات المقاومة: 105.23 و105.50 و105.62
مستويات الدعم: 105.23 و105.08 و104.96

رابعًا: زوج الدولار/ليرة

لم يطرأ على زوج الدولار/ليرة تغيير خلال تعاملات الجمعة، وكانت قد سجلت الليرة التركية أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 7.96 للدولار الأمريكي، مع تزايد المخاوف الجيوسياسية. ويخشى المستثمرون من أن الصراع بين أذربيجان وأرمينيا بشأن الأراضي الجبلية المتنازع عليها المسمى ناغورني كاراباخ قد يجر تركيا إلى صراع إقليمي آخر. وكانت تركيا قد اعلنت بالفعل أنها تدعم اذربيجان بينما لديها معاهدة دفاعية مع ارمينيا.

وفي الوقت نفسه، أصدرت اليونان طلبا جديدا بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على انقرة بعد أن قال الجيش التركي يوم الاثنين ان احدى سفنها ستقوم بمسح زلزالي في شرق البحر المتوسط خلال الايام القادمة. هذا وثمة توقعات أن تتداول الليرة التركية عند مستوى 8.01 بحلول نهاية الربع الجاري من 2020.
 
خامسًا: الذهب

تداولت أسعار المعدن الأصفر دون مستوى 1900 دولار للأوقية يوم الجمعة، وتتطلع إلى خسارة أسبوعية بنسبة 1.6٪. فيما يعد ذلك أول انخفاض لها في ثلاثة أسابيع. وجاء هذا حيث يبدو أنه من غير المحتمل أن يتفق المشرعون الامريكيون على حزمة تحفيز قبل انتخابات نوفمبر، فضلًا عن استمرار ارتفاع حالات الفيروس التاجي وظهور علامات تباطؤ في سوق العمل.

علاوة على ذلك، أدت تدابير الإغلاق الأكثر صرامة في مختلف أنحاء أوروبا وتقرير مطالبات البطالة المخيب للآمال في الولايات المتحدة إلى ارتفاع الدولار، الأمر الذي جعل الذهب يتراجع. فيما يٌذكر أن المعدن الأصفر قد ارتفع بحوالي 25٪ حتى الآن هذا العام.

مستويات المقاومة: 1910.54 و1920.38 و1926.72
مستويات الدعم: 1894.36 و1888.02 و1878.18
 
سادسًا: النفط

هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس بنسبة 0.5٪ مسجلة 40.7 دولار للبرميل يوم الجمعة. حيث جاء هذا التراجع وسط قلق السوق حيال انتعاش الطلب على الوقود وسط ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا في كل من الولايات المتحدة وأوروبا والقيود الصارمة على الإغلاق في العديد من البلدان الأوروبية بما في ذلك ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
هذا وقد تحول تركيز المتداول إلى اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لـ "أوبك" المرتقب يوم الاثنين الذي ستناقش فيه لجنة من المسؤولين توقعات عام 2021. ووفقاً لوثيقة سرية اطلعت عليها رويترز، يرى كبار منتجي النفط موجة ثانية مطولة من الوباء وقفزة في الإنتاج الليبي تضغط على سوق النفط.

مستويات المقاومة: 41.44 و41.85 و42.39
مستويات الدعم: 40.49 و39.95 و39.53
 
سابعًا: دوا جونز:
جاء إغلاق تعاملات الأسهم الأمريكية يوم الجمعة متباين ومضطرب. غير أن مؤشر داو جونز نحج في الارتفاع بعد ثلاث انخفاضات متتالية، حيث تجاوزت البيانات الاقتصادية الأمريكية التوقعات ولكن عدم اليقين المالي لا يزال قائما.  فقد صعد مؤشر داو جونز بنحو 112 نقطة أو مسجلًا 28606. وعلى مدار الأسبوع، كان قد ارتفع بنسبة 0.1٪ محققًا ثالث مكاسب أسبوعية على التوالي.

 وعلى صعيد البيانات الأمريكية، قفزت مبيعات التجزئة بنسبة 1.9٪ في سبتمبر وتغلبت على توقعات السوق التي بلغت 0.7٪. في حين جاءت ثقة المستهلك لشهر أكتوبر أفضل من المتوقع. فيما انكمش الإنتاج الصناعي بشكل غير متوقع في سبتمبر.
 



Back