حالة من التأرجح تخيم على الأسواق وسط تهديدات ترامب واتفاق بريكست وشيك

اتسمت تعاملات السوق الأربعاء بالتأرجح إلى حد ما، ففي النصف الأول من اليوم سادت حالة من السلبية بفعل تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعدم التوقيع على حزمة التحفيز الأمريكي، التي مررها الكونجرس قبل عدة أيام، وذلك إلى جانب المخاوف حيال السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
ولكن في النصف الثاني من اليوم، تنفست الأسواق الصعداء، حيث تواردت أنباء إيجابية عن اتفاق وشيك بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا فيما يخص البريكست، فضلًا عن إعادة فتح فرنسا أبوابها أمام بريطانيا. وعلى رأس ذلك، هدأت الأسواق وتضاءل حدة خوفها من تهديدات ترامب، لأنها كانت مجرد تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "توتير"، وليس هناك أي شيء رسمي في هذا الصدد. ومن بين أبرز البيانات التي صدرت الأربعاء (23 ديسمبر 2020)

أولًا: مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيجان:

قامت جامعة ميشيجان بتعديل القراءة النهائية لمؤشر معنويات المستهلكين للولايات المتحدة على تراجع إلى 80.7 في ديسمبر من عام 2020 مقابل 81.4، لتأتي أعلى من توقعات السوق الذي استقر أعلى مستوى 76.9 في نوفمبر.
 
ثانيًا: مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي:

لم يظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة أي نمو للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر من عام 2020. ولم تتغير أسعار السلع والخدمات عن الشهر السابق. وباستثناء الأغذية والطاقة، كانت أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي مستقرة خلال شهر نوفمبر. وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 1.1% وارتفع المؤشر بقيمته الأساسية بنسبة 1.4%.
 
ثالثًا: مؤشر إجمالي الناتج المحلي الكندي:

نما الاقتصاد الكندي بنسبة 0.4% عن الشهر السابق في أكتوبر 2020، بعد توسع بنسبة 0.8% في الشهر السابق ومقارنة بتوقعات السوق بتحقيق مكاسب بنسبة 0.3%. وكان هذا هو التوسع السادس على التوالي، ولكن النشاط الاقتصادي ظل أقل بنحو 4% من مستوى ما قبل الجائحة في فبراير.
 
رابعًا: مؤشر طلبات السلع المعمرة الأمريكية:

ارتفعت الطلبات الجديدة على السلع المعمرة في الولايات المتحدة بنسبة 0.9% على مدار شهر نوفمبر 2020، بعد ارتفاع بنسبة 1.8% في الشهر السابق، وهو أعلى من توقعات السوق بارتفاع نسبته 0.6%. ويعد هذا هو الارتفاع السابع على التوالي في طلبات السلع المعمرة. وباستثناء النقل، ارتفعت الطلبات الجديدة بنسبة 0.4%، أما باستثناء قطاع الدفاع، ارتفعت الطلبات الجديدة بنسبة 0.7%.
 
 
خامسًا: مؤشر إعانات البطالة الأمريكية:

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة إلى 803 آلاف في الأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر، مقارنة بأعلى مستوى له في ثلاثة أشهر في الأسبوع السابق وهو 892 ألف وبخلاف توقعات السوق التي بلغت 885 ألف. وعلى أساس غير موسمي معدل، انخفض عدد المطالبات إلى 869 ألف مطالبة، مقارنة بـ 942 ألفا في الأسبوع السابق.
 
أبرز البيانات التي ستصدر الخميس (24 ديسمبر 2020)

أولًا: تصاريح البناء الكندية:

من المرتقب أن يصدر مكتب الإحصاءات الكندية الخميس قراءة مؤشر تصاريح البناء عن شهر نوفمبر. وكان المؤشر قد هبط بنسبة 14.6% مقارنة بالشهر السابق ليسجل 8.2 مليار دولار كندي في أكتوبر من عام 2020، بعد ارتفاع معدل بنسبة 18.6% في الشهر السابق وبخلاف توقعات السوق بانخفاض بنسبة 5%.
 
 
أداء العملات الرئيسية الأربعاء (23 ديسمبر 2020)

أولًا: اليورو/دولار

تداول اليورو عند 1.218 مقابل دولار خلال تعاملات يوم الأربعاء، بزيادة بنسبة 0.1% عن الجلسة السابقة. وقد أعادت فرنسا فتح حدودها مع بريطانيا، حيث سمح لمواطني الاتحاد الأوروبي والمقيمين الفرنسيين وسائقي الشاحنات بالسفر إذا كانت نتائج مسحة كوفيد-19 سلبية في الـ 72 ساعة السابقة. وفي الوقت نفسه، واصل مفاوضو المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل عيد الميلاد.

مستويات المقاومة: 1.2225 و1.2294 و1.2330
مستويات الدعم: 1.2120 و1.2084 و1.2016
 
ثانيًا: الإسترليني/دولار

ارتفع الجنيه الإسترليني بأكثر من 1.35 أمام دولار يوم الأربعاء، بعد ثلاث جلسات متتالية من الخسائر، وسط تصاعد التكهنات بأن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على وشك الاتفاق على اتفاق تجاري بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وذكرت بلومبرج أن المفاوضين توصلوا إلى الخطوط العريضة لاتفاقية، لكن لم يكن هناك تأكيد رسمي من أي من الجانبين على أن اتفاقا على وشك التوصل إليه.

مستويات المقاومة: 1.3453 و1.3544 و1.3619
مستويات الدعم: 1.3288 و1.3213 و1.3122

ثالثًا: الدولار/ين

ارتفع الين الياباني بمقدار 0.169 نقطة، ليصل إلى 103.444 مقابل الدولار الأمريكي يوم الأربعاء. تراجع المستثمرون عن الدولار الأمريكي بعد أن وصف الرئيس دونالد ترامب مشروع قانون الإغاثة، الذي تبلغ قيمته 900 مليار دولار أمريكي الذي أقره الكونغرس بأنه "عار غير مناسب"، وحث المشرعين على تطبيق عدد من التغييرات على هذا الإجراء، بما في ذلك دفع مبالغ مباشرة أكبر للأفراد والأسر.

 وعلى الصعيد المحلي، أعلنت اليابان اليوم حظرا مؤقتا على جميع الوافدين من بريطانيا حيث ظهرت سلالة من الفيروس التاجي الجديد يؤدي إلى إغلاق أكثر شدة مع أكثر من 40 بلدا تعليق وصلات النقل.

هذا وأظهر محضر اجتماع السياسات الذي عقده بنك اليابان وجهة نظر للانتعاش المعتدل بفضل حزمة من التدابير الرامية إلى تخفيف ضغوط التمويل للشركات التي ضربتها جائحة الفيروس التاجي، في حين دعا أحد الأعضاء إلى تعديل مشتريات البنك الضخمة من الأصول الخطرة.

مستويات المقاومة: 103.85 و104.02 و104.30
مستويات الدعم: 103.39 و103.11 و102.94
 
رابعًا: الدولار/ليرة

انخفضت قيمة الليرة التركية نحو مستوى 7.6 إلى دولار أمريكي، بعد أن أوقفت أنقرة مؤقتا رحلاتها من بريطانيا وهولندا والدنمارك وجنوب أفريقيا بسبب سلالة جديدة من الفيروس التاجي. فقد أغلقت العديد من البلدان حدودها في أعقاب أنباء تفيد ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا وجدت في بريطانيا تصل سرعة انتشارها إلى 70٪ مقابل النسخة الأصلية من الفيروس المستجد.
 
خامسًا: الذهب

تعرض الذهب لضغوط بالقرب من منطقة 1860 دولار للأوقية على خلفية ارتفاع الدولار. فقد استعادت العملة الأمريكية زخمها كملاذ آمن مفضل بسبب المخاوف المستمرة بشأن سلالة جديدة أكثر انتشارا من الفيروس التاجي تم اكتشافها في المملكة المتحدة، مما أدى إلى بيع عملات المخاطرة مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي.

 ومع ذلك، فإن حزمة إنقاذ رئيسية أخرى للاقتصاد الأميركي قدمت للذهب بعض الدعم، مما عزز جاذبيته كتحوط للتضخم. أقر الكونغرس مشروع قانون طويل المدى بقيمة 900 مليار دولار لمكافحة الفيروس التاجي لدعم الاستجابة لجائحة الوباء في البلاد ودعم الاقتصاد المتضرر من الجائحة.

مستويات المقاومة: 1877.59 و1893.67 و1902.96
مستويات الدعم: 1852.22 و1842.93 و1826.85
 
سادسًا: النفط

ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس بنسبة 2% إلى ما يقرب من 48 دولارا للبرميل يوم الأربعاء، بعد جلستين من الخسائر بعد أن أظهر أحدث تقرير للإدارة معلومات الطاقة انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 0.562 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 ديسمبر. وكان معهد البترول الأمريكي كشف عن ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة.

هذا دعم معنويات السوق إعادة فتح الحدود البريطانية الفرنسية للسماح بخدمات الشحن، كما أن بعض خدمات الركاب لاستئنافها بين البلدين رفعت قليلاً التفاؤل بشأن توقعات الطلب على الوقود على المدى القصير. تعرضت سوق النفط لضغوط وسط مخاوف مستمرة بشأن ضعف الطلب في ضوء تفاقم الوباء، وفي الوقت الذي هدد فيه الرئيس دونالد ترامب بعدم التوقيع على مشروع قانون التحفيز الأمريكي الذي طال انتظاره.

مستويات المقاومة: 47.76 و48.56 و49.13
مستويات الدعم: 46.40 و45.83 و45.03
 
سابعًا: دوا جونز

ارتفع مؤشر داو جونز بحوالي 150 نقطة، وانتعش مؤشر ستاندرد آند بورز 500 متخليًا عن سلسلة خسائر استمرت 3 أيام في حين كان مؤشر ناسداك ثابتًا تقريبًا يوم الأربعاء بعد أن أظهرت البيانات انخفاض المطالبات الأولية أكثر من المتوقع في الأسبوع الأخير. كما أن طلبات السلع المعمرة تفوق التوقعات على الرغم من أن كلا من الدخل الشخصي والإنفاق انخفض أكثر مما كان متوقعا.

 كما يحاول المستثمرون تجاهل المخاوف بشأن تدابير التحفيز الجديدة بعد أن وصف ترامب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء مشروع قانون الإغاثة ضد كوفيد-19، الذي أقره الكونغرس بأنه "عار" غير مناسب وحث المشرعين على إجراء عدد من التغييرات على هذا الإجراء، بما في ذلك رفع الشيكات إلى 2000 دولار من 600 دولار.