سبع تساؤلات عن عملة البيتكوين قد تتبادر إلى ذهنك

في الآونة الأخيرة، لفتت عملة البيتكوين أنظار الكثيرين من المشاركين في السوق. ويرجع الفضل في ذلك إلى إيلون ماسك وشركته تيسلا، بعد أن أعلنت الشركة أن ستشتري قدر هائل من عملة البيتكوين.
 
 وكان قد قال إيلون ماسك لمستخدمي تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت إنه يعتقد أن العملة الافتراضية، بيتكوين، هي "شيء جيد".
 
أدت تعليقاته إلى ارتفاع قيمة البيتكوين بشكل كبير. لدرجة أن البيتكوين المفردة انتقلت من قيمتها 3600 جنيه إسترليني في مارس من العام الماضي إلى أكثر من 27,000 جنيه إسترليني الآن.
 
ومع تحول الحديث عن العملة إلى العملة العالمية، أشار بنك سنغافورة إلى أن العملة التي مضى عليها 12 عاماً قد تحل محل الذهب كمخزن للقيمة.
 
ومع ذلك، في أكتوبر، حذر رئيس بنك إنجلترا، أندرو بيلي، من عدم القدرة على التنبؤ بالبيتكوين، قائلاً إن ذلك يجعله "متوترًا جدًا". في الواقع في ظل تزايد الأحاديث عن البيتكوين، قد يتبادر إلى ذهانك الكثير من التساؤلات حول تلك العملة قبل أن تقرر هل ستستثمر فيها أم لا. وفيما استعراضًا لبعض من الأسئلة التي قد تدور في ذهنك عن تلك العملة:
 
أولًا: ما هي البيتكوين؟
 هي عملة مشفرة تم إنشاؤها في عام 2009 من قبل شخص مجهول باستخدام الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو. اتسمت  معاملات البيتكوين بأنها مجهولة المصدر ويتم إجراؤها بدون وسطاء أو وسطاء.
 
إن البيتكوين تختلف عن العملات الأخرى وهي ومثليتها من العملات المشفرة في كونها عملة رقمية، لا تحملها معك في يدك. وهي لامركزية، وهذا يعني أنه لا يسيطر عليه ابنك أو حكومة.
 
يمكن استخدامها في كل مكان بداية من Overstock.com إلى PayPal - وهذه القائمة تتوسع بسرعة.
 
ثانيًا: كيف تعمل البيتكوين؟
يتم تشغيل البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى من خلال تقنية البلوكشين blockchain، وهو السبب الرئيسي في حدوث أي نجاحات في البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة.
 
إن تقنية البلوكشين هي نظام لامركزي، وهو غير مرخص أو خاضع لأية مؤسسة أو سلطة مركزية. وهذا يعني أيضاً أن بيانات الشبكة لا يتم تخزينها في قاعدة بيانات مركزية. كل بيتكوين هو في الأساس ملف كمبيوتر يتم تخزينه في تطبيق "المحفظة الرقمية" على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر.
 
يمكن للأشخاص إرسال عملة البيتكوين Bitcoins (أو جزء من واحد) إلى محفظتك الرقمية، ويمكنك إرسال Bitcoins إلى أشخاص آخرين. يتم تسجيل كل معاملة واحدة في قائمة عامة تسمى blockchain.
 
وهذا يجعل من الممكن تتبع تاريخ Bitcoins لمنع الناس من إنفاق القطع النقدية التي لا يملكونها، أو إجراء نسخ أو التراجع عن المعاملات.
 
ثالثًا: هل البيتكوين استثمار آمن؟
في الواقع إنه من الصعب الإجابة على هذا التساؤل بشكل قاطع. فالعملة المشفرة متقلبة للغاية، وبالتالي محفوفة بمخاطرة عالية.
 
على سبيل المثال، في يناير ارتفعت قيمة البيتكوين إلى 42,000 دولار، وانخفضت إلى 30,000 دولار، ثم ارتفعت مرة أخرى إلى 40,000 دولار - كل ذلك خلال أسبوع واحد.
 
وهناك بعض المخاطر الكامنة على العملة الرقمية: متمثلة في الخادم المخترق أو الملف المحذوف أو كلمة المرور المفقودة فقدان الأموال إلى الأبد.
 
رابعًا: كيف يتم تحديد سعر البيتكوين؟
 
هناك عوامل وأحداث متعددة تؤثر على سعر البيتكوين بطريقة ما. ولكن بشكل رئيسي، تؤثر العلاقة بين الطلب والعرض على سعرها لأنه لا توجد مؤسسة مركزية واحدة تتحكم في عرض البيتكوين. في الواقع، فإن انخفاض البيتكوين هو حدث مرتبط بتوريد البيتكوين لأنه يقسم المكافأة التي يحصل عليها عمال المناجم.
 
كما تتضاءل المحفزات التي تدفع عمال المناجم إلى التعدين على الشبكة لأن تكاليف التعدين تزداد ارتفاعا والمكافأة تتناقص. يحدث هذا تقريباً بعد أربع سنوات أو بعد 210,000 BTC تضاف إلى شبكة الاتصال. بالإضافة إلى ذلك، لقد حد ساتوشي ناكاموتو قد حد من عدد BTC إلى 21 مليون BTC. لذلك، BTC لديها إمدادات نادرة جدا، وهذا هو السبب في أن السعر آخذ في الارتفاع.
 
خامسًا: هل يمكن استخدام البيتكوين كتحوط ضد التضخم؟
 
غالبًا ما يقول أولئك المناصرين البيتكوين إنها تحوط ضد التضخم والدولار الأمريكي، وأنها ستنجو من أي انهيار اقتصادي أو انهيار في البنية التحتية، ومقارنتها بالذهب.
 
ولأن المعروض من البيتكوين محدود ويتم التحكم فيه من خلال رمز الكمبيوتر، يجادل البعض بأن ذلك يعتبر "أكبر حامي للقوة الشرائية".
 
وأشار البعض أن مثل الذهب، ليس هناك شك في أن البيتكوين يمكن أن تكون تحوطًا ضد التضخم ، اعتمادًا على الإطار الزمني عند الشراء. غير أنهم لم يغفلوا الإشارة إلى أن بيتكوين تشهد تقلب يفوق الذهب بكثير.
 
"طالما أن البيتكوين ترتفع، بالتأكيد، إنها تحوط كبير ضد التضخم، ولكن يمكن أن تنخفض أيضًا، وبالتالي، أنت تخسر المال - فأنت لا تواكب التضخم فحسب، بل تخسر رأس المال بالفعل".
 
سادسًا: هل ستكون البيتكوين هي بديل للذهب في أوقات الأزمات؟
 
في الواقع، بعد الارتفاعات القوية التي شهدتها البيتكوين العام الماضي والعام الجاري رغم جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وأضرت بالاقتصاد العالمي، أصبح الكثيرون يرون أن البيتكوين هي الاستثمار الأفضل والبديل عن الذهب في أوقات الأزمات.
 
فيما ترى بعض المؤسسات البارزة أن تزايد شعبية البيتكوين لا يمثل تهديدًا لمكانة الذهب كعملة الملاذ، حيث إن يٌعرض عدد لا بأس به من المستثمرين عن الاستثمار العملات المشفرة بسبب مشكلات الشفافية. فإن عملة البيتكوين هي تجارة الانكماش بالتجزئة بينما الذهب هو أصل دفاعي مع الحفاظ على رأس المال الحقيقي على المدى الطويل.
 
سابعًا: ما هي توقعات مسار البيتكوين في 2021؟
 
تنبأ بعض المشاركيم في السوق أن قيمة البيتكوين يمكن أن تتضاعف أربع مرات في عام ،2021 حيث يواجه أصل التشفير إعدادًا مكافئًا مماثلًا لما حدث في عام 2017. "سيكون عام 2021 يشبه إلى حد كبير عام 2017 مما يعني أن عملات البيتكوين يجب أن تكون أفضل في عام 2021 مما كانت عليه في عام 2020".
 
فيما يرى البعض الآخر أن هذا الارتفاع الذي تشهده العملة المشفرة الآن لن يكون مستدام طالما أن التقلب ما زال مرتفعًا.
 
تجدر الإشارة إلى أن عملة البيتكوين نجحت خلال شهر فبراير 2021 في اختراق مستوى 50000 دولار للوحدة للمرة الأولى في تاريخ العملة المشفرة، وهو ما جاء نتيجة لتوافر عوامل دعمت مسارها الصاعد.
 
ومن بين تلك العوامل هو اقتراب المزيد من الشركات الكبرى من الاستثمار في البيتكوين أو زيادة استثماراتها في العملات المشفرة في أعقاب خطوة تيسلا بشراء 1.5 مليار دولار من عملة البيتكوين.
 
هذا وعلى صعيد آخر، أعلن مايكل سايلور، المدير التنفيذي لشركة ميكروستراتيجي لمعلومات البرمجيات، اعتزام الشركة إصدار سندات قابلة للتحويل بقيمة 600 مليون دولار بهدف توفير تمويلات بهذا الحجم لشراء كميات من البيتكوين.
 
كما أعلنت شركة MicroStrategy هي الأخرى أنها ستبيع ما قيمته 600 مليون دولار من القيمة القابلة للتحويل لشراء المزيد من البيتكوين.
 
ختامًا، تعد عملة البيتكوين واحدة من الأصول الأكثر تقلبًا وتعقيدًا فبالرغم من تفضيل أجيال الألفية الاستثمار فيها، تميل الأجيال الأكبر سنًا والأكثر استحوذًا على سوق الاستثمار إلى الابتعاد عنها لما تنطوي عليه من قدر كبير من التقلب وغياب الشفافية. فمن سيربح في هذا الانقسام؟ وهل ستنجح البيتكوين في مواصلة صعودها والتغلب على التقلب؟!