ما هي العوامل التي تحرك أسواق النفط؟


نجح خام تكساس الأميركي في الوصول لمستويات 60 دولار أميركي /للبرميل، ولكن يعود للهبوط مرة أخرى وقد تستمر الموجة التصحيحة لمستويات 58 مرة أخرى، فما هي أبرز العوامل التي تتحكم في الأسعار حالياً؟
 



يوجد مجموعة من التفاعلات والتطورات الأساسية التي يجب على متداولي النفط متابعتها عن كثب في السوق، ومن بين تلك العوامل حاليًا: التنبؤات الجوية. ويتسم ذلك بأهميته الشديدة خاصة في منطقة خليج المكسيك.
 
يحرك عاملان أسعار النفط هذا الأسبوع: الأول، الإنتاج الأمريكي من النفط، سوق الأسهم الأمريكية. ارتفعت خاما غرب تكساس الوسيط، ونفط برنت بينما يستجيب المتداولون لتوقعات معهد البترول الأمريكي والتي قالت إن انخفاض مخزون النفط الأمريكي سيصل إلى 8.1 مليون برميل. وبث تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكي يوم الأربعاء قوة جديدة في عروق سوق النفط تدفق الأسعار للأعلى، إذ كشف التقرير عن هبوط مخزون النفط 9.5 مليون برميل الأسبوع الماضي.
 
بيد أن المتداولين عليهم ألا يزيحوا أنظارهم عن خليج المكسيك لنهاية الأسبوع، إذ تضرب العاصفة الاستوائية المسماة، باري، عند وصولها للخليج برياح سرعتها 39 ميل في الساعة، وهذا من شأنه التأثير على إنتاج النفط، والتكرير، والصادرات الأمريكية، والواردات، والأسعار.
 
ويتشكل الآن في خليج المكسيك منخفض استوائي متوقع له أن تزيد قوته ليتحول لعاصفة، وربما إعصار خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتتركز في تلك المنطقة عديد المصافي الأمريكية، وموانئ التصدير الكبرى بين هيوستن، ونيو أورلينز. في واقع الأمر، يوجد على ساحل الخليج أكثر من 45% من السعة التكريرية الإجمالية للولايات المتحدة. ويُتوقع لتلك العاصفة التسبب في فيضان، والذي من شأنه إعاقة أعمال التكرير والنقل لفترات زمنية طويلة، كما شهدنا في الإعصار هارفي.
 
لا يوجد وسيلة لتوقع كيف ستتأثر الصناعة النفطية والأسعار بأي عاصفة تضرب الخليج، ولكن هناك قضايا رئيسية على متداولي النفط متابعتها:
 
غلق الإنتاج النفطي على الشواطئ
توقف حوالي ثلث الإنتاج الأمريكي نتيجة للعاصفة المنتظرة. ويتألف الإنتاج النفطي الأمريكي من 16% من عمليات الحفر على الشواطئ.
 
مصافي التكرير: تدمير، وتوقف عن العمل
يمكن أن تتوقف المصافي النفطية في المنطقة عن العمل لمدى زمني له أن يقصر أو يطول، إذا كان هناك فيضان. عندما ضرب الإعصار هارفي في 2017 وتسبب في أمطار غزيرة أجبر المصفاة الأكبر في الولايات المتحدة على التوقف، موتيفيا المملوكة لأرامكو، واستمر التوقف أسبوعين. ولم يتم إصلاح الضرر كاملًا لعدة شهور بعد العاصفة.
 
وتوقع خبراء الأرصاد الجوية وصول ارتفاع الأمطار المتراكمة على الأرض لقدمين. ويمكن أن تتعرض المشتقات، والبنزين لضربة قوية، وكذلك المخازن الأمريكية. لو عجزت المصافي عن تكرير النفط الخام، ولكن ظلت منتجات النفط غير متأثر، سيؤدي هذا لتراكم كبير في المستودعات للأسابيع القادمة، سيرد في التقارير الأسبوعية.
 
توقف الصادرات والواردات
 
ويتراكم النفط في المستودعات جراء إغلاق الموانئ، وخطوط الأنابيب بسبب الفيضان، أو أشكال تدمير أخرى. وتعد الصادرات النفطية الأمريكية جزءًا هامًا من التجارة الدولية. ويتوقف العمل بالموانئ التي يتم تصدير أغلب الصادرات النفطية منها، مثل: Galveston،و LOOP. ومن المرجح أيضًا توقف الصادرات والواردات النفطية خلال أوقات الأحوال الجوية السيئة، في بعض الأوقات، تتوقف الموانئ عن الحصول على عمولات لفترة تمتد أيام أو أسابيع بعد مرور العاصفة. وإذا كانت هناك فيضانات غامرة، عندها ستهبط الصادرات النفطية الأمريكية مؤقتًا، ويظهر هذا في بيانات الصادرات الشهرية.
 
ويجب أن تظل تلك القضايا في أذهان المتداولين والمستثمرين خلال موسم الأعاصير في الولايات المتحدة، والذي يدوم من مايو، وحتى نوفمبر، ويصل ذروته بين أغسطس وأكتوبر. ولكن، لكل إعصار ما يميزه من حيث: المسار، وقوة الرياح، والسرعة، والأمطار، لذلك يتأثر كل إقليم على نحو مختلف. على سبيل المثال: يمكن أن تجبر عاصفة أعمال الحفر والتنقيب على التوقف، وتغلق الموانئ لفترات زمنية طويلة، ولكن تعمل المصافي دون تأثر. وفي ذلك المثال لن تتغير أرقام المستودعات، لأن الهبوط في الإنتاج، والصادرات يعوض ما تسحبه المصافي. وأيًا كانت الحالة، عليك الاستعداد لطريق تداول وعرة خلال موسم الأعاصير.
 



Back