الدولار الأمريكي يستقر عند مستويات محورية، والداو جونز يتطلع لمزيد من الصعود


اليورو يتراجع بشكل طفيف بعد تصريحات ماريو دراجي يوم أمس والتي كانت سلبية ولكن الأسواق كانت قد قامت بتسعيرها. ومحضر الفدرالي ألأمريكي يظهر بعض المرونة في سياستهم النقدية.
 



اليورو يتراجع متأثراً بتلميح دراجي للمزيد من التحفيز، ولكن فقط بشكل متواضع

كما كان متوقع، أبقى البنك المركزي الأوروبي سياسته وتوجيهاته لمسار الفائدة دون تغيير بالأمس. اعتنق الرئيس دراجي نغمة حذرة، حيث أكّد أن البيانات الواردة لا تزال ضعيفة، لا سيما في قطاع الصناعات التحويلية، وأن المخاطر لا تزال مائلة إلى الجانب السلبي. والأهم من ذلك، شدد دراجي – مرارًا وتكرارًا – على أن البنك المركزي الأوروبي مستعد “لاستخدام جميع الأدوات” لإعادة التضخم إلى هدفه.

كانت هذه إشارة واضحة إلى أنه إذا تدهور الاقتصاد أكثر، فإن جميع الخيارات مطروحة، بدءًا من التخلي عن خطط رفع الفائدة إلى إعادة تفعيل التيسير الكمي. انخفض اليورو، ولكن ليس بشكل كبير، وبالتأكيد أظهر ردة فعل هادئة على التلميحات إلى امكانية اللجوء الى المزيد من التيسير. ربما يعكس هذا أنه بعد سنوات من سياسة الفائدة المنخفضة، استُنفدت فعالية التدخل اللفظي – حتى ولو كانت التعلقات صادرة عن شخص ذو مصداقية مثل دراجي – وأن اليورو قد يحتاج لرؤية إجراءات ملموسة قبل أن يُظهر ردود فعل واضحة.

الدولار يتراجع بعد أرقام التضخم الأمريكي المخيبة، والأسهم ترتفع

استرد اليورو جميع الخسائر التي كابدها بعد تعليقات دراجي أمام الدولار لينهي تعاملات اليوم مرتفعاً، حيث استفاد من ضعف الدولار الذي تأثر ببيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المخيبة للآمال لشهر مارس. على الرغم من أن التضخم الرئيسي تجاوز التوقعات، الا أن مؤشر أسعار المستهلك الأساسي كان قد انخفض إلى 2.0٪، وفشل في البقاء ثابت عند 2.1٪ كما كان متوقعاً. من المحتمل أن تكون الأرقام المخيب للآمال قد عززت التوقعات بأن الخطوة التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ستكون نحو تخفيض الفائدة. الاحتمال الضمني لتخفيض المعدلات في ديسمبر بلغ الآن حوالي 65٪. لم يكشف محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة لشهر مارس أي شيء جديد.

ساعدت توقعات انخفاض تكاليف الاقتراض أسواق الأسهم الأمريكية على الارتفاع، فارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.35٪. لكي نكون منصفين، فإن بعض التصريحات المتفائلة التي أدلى بها وزير الخزانة منوشين بأن الولايات المتحدة والصين “اتفقتا إلى حد كبير على آلية إنفاذ” من المرجح أن تكون قد ساعدت أيضًا. للأسف، كان رد فعل السوق على هذه التعليقت محدودًا نسبيًا.
الاتحاد الأوروبي يوافق على تمديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن الأخبار الحقيقية تأتي من رئيس الوزراء الأيرلندي فارادكار.

وافق قادة الاتحاد الأوروبي المملكة المتحدة على تمديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى 31 أكتوبر بالأمس، ووهبوا المملكة خيار المغادرة في وقت مبكر إذا وافق برلمان البلاد على اتفاق للخروج قبل ذلك. كان التأخير مشروطًا بمشاركة المملكة المتحدة في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة، وعدم إعادة فتح المفاوضات حول اتفاقية الانسحاب. رحب الجنيه من جهته بالأخبار، وارتفع ليتفوق على معظم أقرانه نتيجة تلاشي خطر الخروج دون اتفاق.

الأخبار الأكثر أهمية رغم ذلك، جاءت من رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار. ألمح فارادكار إلى أنه إذا بقيت المملكة المتحدة في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، فسيكون مستعدًا لإعطاء الأمة “رأيًا” في الصفقات التجارية المستقبلية. إذا دعم مسؤولو الاتحاد الأوروبي وجهة نظره، فإن ذلك قد يعزز فرص بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الجمركي، وهو أمر من شأنه أن يحل قضية الحدود الأيرلندية، وبالتالي يمهد الطريق أمام اعتماد اتفاق ماي أو أي اتفاق مشابه.
 
 



Back