ما هي العوامل التي تؤثر على تحركات النفط؟


شهدنا يوم أمس انخفاض ملحوظ في أسعار النفط ولتزيد من خسائرها وتهبط دون مستويات 60 دولار أميركي /للبرميل. ولكن من الناحية الأساسية ما هي أهم العوامل التي تؤثر على تداولات النفط.
 



لمشاهدة التحليل الفني، اضغط هنا
 
اجتمعت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة للأوبك نهاية الأسبوع الماضي في جدة، السعودية، وجاء تقرير من اللجنة عن استعدادها لتقديم تزكية للأوبك، والأوبك+ بشأن الثبات على موقفهم من الإنتاج المُقيَّد لنهاية 2019، عندما تجتمع مجموعة الوزراء كاملة في فيينا، بعد حوالي شهر وأكثر من الآن. يعني هذا استمرار الوضع الراهن.
 
بيد أن هناك أخبار مفاجئة وذات أهمية كبيرة، إذ غيرت الأوبك موعد اجتماعها القادم، والذي عادة ما ينعقد في 25 يونيو، إلا أنه أصبح الآن في الأسبوع الأول من شهر يوليو. وربما تنعقد اجتماعات الأوبك في 3 يوليو، والأوبك+ في 4 يوليو، وهذا يتصادف مع إجازة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة، عندما تكون الأسواق الأمريكية مغلقة، ولا أحد يمارس عمله.
 
في الواقع، ربما يوجد رجل واحد يشاهد الأخبار على القنوات التليفزيونية مدفوعة الأجر، وقنوات الأعمال في هذا اليوم. واسم هذا الرجل، دونالد ترامب، ويتصادف أنه قادرة على التأثير في أسعار النفط، دون بذل أي مجهود سوى إرسال تغريدة عبر موقع تويتر.
 
تشيع رواية في السوق أن الأوبك غيرت موعد الاجتماع ليوليو حتى يناسب جدول أعمال وزير النفط الروسي، ألكسندر نوفاك. ولكن، الاجتماع في الأسبوع الأول من يوليو سيقي المنظمة شر وقوع عمليات تداول ضخمة في السوق ناتجة عن أي خلاف محتمل بين الدول المشاركة.
 
كما سيكون المتداولون الأوروبيون والآسيويون في عطلة خلال شهر يوليو. فعادة ما تكون حركة التداول أخف نظرًا لقضاء الناس وقت أطول مع عائلاتهم، ووقت أطول في الخارج. معروف عن الرئيس ترامب نشاطه على تويتر، وعدم تورعه في الحديث عن مشكلات مثل أسعار النفط خلال فترات الإجازات. فلو شعر ترامب أن السعر ارتفع بسبب قرارات الأوبك (أي قرار يمس حصص الإنتاج الحالية واستمراريتها)، عندما سيخاطب الأوبك، والسعودية على وجه التحديد، متذمرًا لعدم رفعهم الإنتاج.
 
وتكمن المشكلة الأكبر في اجتماع الأوبك، مع أوبك+، في إجابة سؤال: هل الدول المنتجة الأخرى تصدق مزاعم ترامب بشأن زيادة السعودية للإنتاج لتعويض الصادرات الإيرانية المفقودة؟ أعلن ترامب عن فرض عقوبات على النفط الإيراني، وتأثيرات تلك العقوبات، الشهر الماضي، ومنذ ذلك الحين وهو يحاول تهدئة الأسواق بإصراره على تدخل السعودية، وقطعها وعود لرفع الإنتاج. في نفس الوقت، بذلت السعودية مجهودًا حسنًا في طمأنة أعضاء الأوبك بأنها لم تعقد مع الولايات المتحدة أي اتفاق بشكل منفصل، وسيظل إنتاج النفط في حدود الحصص التي أقرتها الأوبك. ولكن، ستكون أزمة السعودية والولايات المتحدة مشكلة كبيرة في الاجتماع القادم.
 
لو اعتقدت دول أخرى أن السعودية ستضخ مزيدًا من النفط إرضاءًا للحكومة الأمريكية، لن يكون هناك أي سبب يدفع تلك الدول للامتثال للحصص الإنتاجية المخصصة لهم. وبالطبع، سيكون هذا مفيدًا جدًا لترامب، لأن نهاية اتفاق الإنتاج سيدفع أسعار النفط للهبوط في فصل الصيف، الذي تنشط فيه قيادة السيارات والتنقل في الولايات المتحدة.
 
 



Back