البيانات الاقتصادية الصادرة والمنتظرة اليوم
صدرت اليوم بيانات الانتاج الصناعي الصيني لشهر مايو و التي فاقت التوقعات و نمت بنسبة 0.7% في حين أن المتوقع كان تراجعها بنسبة 0.7% . كما تنتظر الأسواق في تمام الساعة 4:30 عصراً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر مايو إلا أن الأهم هو قرار الفائدة الأمريكي مع توقعات النمو و التضخم عن الاحتياطي الفيدرالي والتي تأتي في تمام الساعة 10:00 ليلاً و من ثم يليه المؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي في الساعة 11:30 ليلاً .
تأتي أهمية هذا الاجتماع بعد وصول معدلات التضخم الأمريكية لمستويات قياسية عند 8.6% في شهر مايو، و كان الفيدرالي قد مرر رسالة رفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس خلال هذا الاجتماع إلا أن البيانات الجديدة تعتبر مغيرة لقواد اللعبة و بذلك ارتفعت التوقعات بقيامه برفعها 75 نقطة أساس. فهل ستكون رسالة الفيدرالي بأنه سيعمل على تخفيض مستويات التضخم بأي ثمن حتى لو كلف ذلك دفع البلاد إلى الانكماش الاقتصادي أم أنه سيقوم برفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس والتسامح مؤقتاً مع مستويات التضخم المرتفعة باعتبار أن تراجع أسعار النفط وإصلاح مشكلة سلاسل التوريد سيؤدي بالنتيجة إلى انخفاض مستويات التضخم .
مؤشرات الأسهم وعوائد السندات
سجلت المؤشرات الأمريكية في جلسة البارحة أدنى مستوياتها منذ ما يقارب 15 شهر والسبب في ذلك هو قيام المستثمرين بتعديل محافظهم بشكل يأخذ بالاعتبار إمكانية حدوث انكماش اقتصادي بسبب امكانية قيام الفيدرالي بتشديد سياسته النقدية بشكل أكبر من المتوقع للسيطرة على مستويات التضخم.
في حين أن المؤشرات الأوربية افتتحت على ارتفاع على خلفية الأخبار بقيام البنك المركزي الأوروبي بعقد اجتماع طارئ لمناقشة تطورات الأسواق الحالية، تجدر الإشارة إلى تنامي الضغوط على المركزي الأوربي خصوصاً بعد اجتماعه في الأسبوع الماضي والإعلان عن اتجاهه إلى رفع أسعار الفائدة 25 نقطة في يوليو و من ثم إمكانية 50 نقطة تبعاً لبيانات التضخم بالإضافة إلى إعادة استثمار سندات برنامج شراء الأصول لأزمة كورونا
PEPP إلى 2024 و سندات برنامج شراء الأصول من دون أي سقف زمني "طالما تسلتزم الضرورة" ومن الممكن أن يأتي قرار المركزي بتمديد إعادة شراء الأوصل لبرنامج
PEPP إلى ما بعد 2024 .
من جهة ثانية، فقد سجلت عوائد السندات الامريكية لمدة 10 سنوات أعلى مستوياتها منذ أكثر من 11 عام عند 3.49% و رافقها ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لمدة سنتين وبالتالي انعكاس منحنى العائد والذي يعتبر من إشارات اتجاه الاقتصاد الأمريكي إلى الركود. من جهة أخرى، فقد ارتفعت عوائد السندات الإيطالية إلى أعلى مستوياتها منذ تسع سنوات عند 4.3% مشيرة إلى عدم اقتناع المستثمرين باتجاه المركزي الأوربي لرفع أسعار الفائدة بالحد الكافي لعدم ارهاق اقتصادات أوربية مثقلة بالديون كإيطاليا.
العملات
مع ترجيح الأسواق لاتجاه الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة استمرت أسعار مؤشر الدولار الأمريكي بالارتفاع ووصلت إلى 105.62 أعلى مستوياتها منذ 20 عام غير أنها تراجعت اليوم بنسبة 0.5% بسبب الأخبار عن الاجتماع الطارئ للمركزي الأوروبي الذي دعم أسعار اليورو مقابل الدولار والتي اقتربت من مستويات 1.0500 لاعتقاد المستثمرين بإمكانية تدخل المركزي الأوروبي لمصلحة استقرار أسواق السندات الأوربية. من جهة أخرى، فقد استفاد الاسترليني هامشياً من تراجع أسعار الدولار الأمريكي و ارتفع بعد أن سجل البارحة أدنى مستوياته منذ ما يقارب 25 شهر عند 1.1933 .
الذهب والنفط
تراجعت أسعار الذهب خلال الأسبوع الحالي بنسبة 2.7% مع تراجع أسعار اليوان الصيني الذي تراجع متأثراً بعمليات الاغلاق التي تمت في الصين والتي تعتبر من أهم مشتري الذهب إلا أنه يمكن للذهب أن يستفيد من إمكانية دخول الاقتصاد الأمريكي في انكماش في حال اتجه الفيدرالي إلى تشديد سياسته بأكثر من المتوقع حيث أنه يزداد الطلب على الذهب في أوقات الركود الاقتصادي . من الناحية الفنية ، نظرة سلبية للذهب بعد إغلاق الأسعار أدنى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم حيث أن إغلاقها اليوم أدنى 1807 قد يدفعها إلى 1789 و 1765 على التوالي في حين أن إغلاقها أعلى 1831 قد يدفعها إلى 1848 و من ثم 1875 على التوالي.
تراجعت أسعار نفط برنت وتبعهتها أسعار خام غرب تكساس بعد تصريحات منظمة أوبك بأن استمرار الحرب في أوكرانيا سيضعف من انتعاش الطلب الذي تلا رفع قيود التباعد الاجتماعي في بعض الدول حيث نوه تقرير أوبك بأن ارتفاع مستويات التضخم سيؤثر سلباً على مستويات الطلب غير أن أسعار النفط ما زالت تتداول على مقربة من 120 دولار للبرميل بسبب الصعوبات اللوجستية لرفع مستويات الانتاج إن رغبت بعض الدول في زيادة انتاجها على المدى القصير . من الناحية الفنية، يمكن اعتبار أن إغلاق الشمعة اليومية لنفط غرب تكساس أدنى 120.23 إشارة على اتجاهها لاختبار قاع الثاني من يونيو عند 112.89 أما إغلاقها أعلى 120.23 فقد يدفعها للتداول باتجاه قمة السابع من مارس عند 131.32
العملات المشفرة
تراجعت عملة البيتكوين الافتراضية خلال الأسبوع الحالي بنسبة 20% تقريباً و خسارة مايقارب 30% من قيمتها خلال الشهر الحالي متأثرة بتراجع شهية المخاطرة الملحوظ في الأسواق على خلفية اتجاه الفيدرالي لتشديد سيساته الأمر الذي قد يتسبب بركود اقتصادي وما زاد الأمر سوأً هو منع منصة
Celsius عمليات السحب الأمر الذي زاد مخاوف المستثمرين وأدى إلى تكثيف علمليات البيع .
تجدر الإشارة إلى أن الأنظار تتجه إلى عمليات تعدين بيتكوين و ارتفاع كلفتها خصوصاً الطاقة الكهربائية المطلوبة لتعدين عملة بيتكوين واحدة علماً أن مواد الطاقة مرتفعة أصلاً بسبب تطورات الحرب الأوكرانية الروسية . من الناحية الفنية، تقترب بيتكوين من حاجز 20000 النفسي والذي في حال كسرته فقد تتجه لاختبار قاع 11 ديسمبر 2020 عند 17564 في حين أن ارتدادها و إغلاقها أعلاها فقد يؤدي ذلك إلى تصحيح اتجاهها الهابط باتجاه 25388
أسعار مؤشر ناسداك الأمريكي – الرسم البياني لساعة واحدة
سجلت أسعار مؤشر ناسداك البارحة أدنى مستوياتها منذ 20 شهر تقريباً عند 11202 و من ثم عادت للتداول بشكل أفقي مشكلة قمم أدنى مع قيعان أعلى. في حال كسرت الأسعار الضلع الأسفل لنموذج المثلث الهابط فقد تتراجع باتجاه 11.000 أما في حال أغلقت شمعة الساعة الواجدة أعلى مستويات المتوسط المتحرك ل 50 فترة عند 11395 فمن المرجح أن ترتفع لاختبار قمة البارحة عند 11503.