الأسواق تترقب تطورات المحادثات التجارية


أسواق الأسهم تحت ضغوطات بيعية بسبب انخفاض شهية المخاطر لدى الأسواق، بينما الملاذات الآمنة تستمر في تحقيق أرباحها.
 



ارتفع الين الياباني بالسوق الأوروبية يوم الخميس مقابل سلة من العملات العالمية ، ليوسع مكاسبه لليوم الخامس على التوالي مقابل الدولار الأمريكي مسجلا أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر ، مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة والتركيز على شراء الأصول الاستثمارية الآمنة ، وذلك قبيل انطلاق المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين فى العاصمة الأمريكية واشنطن.
حقق الين بالأمس ارتفاعا بنسبة 0.15% مقابل الدولار ، فى رابع مكسب يومي على التوالي ، ضمن أطول سلسلة مكاسب يومية منذ مارس الماضي.

تترقب الأسواق المالية عن كثب انطلاق المحادثات التجارية لمدة يومين فى واشنطن بين المسؤولين فى الإدارة الأمريكية ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني "ليو هو" ، حيث التركيز على مدى نجاح المفاوضون الصينيون فى إقناع البيت الأبيض بالتراجع عن تنفيذ زيادة الرسوم الجمركية يوم الجمعة.

وهذا الأسبوع انخفضت بشدة احتمالات توصل أكبر اقتصادين فى العالم إلى اتفاق قريب ينهي حربهما التجارية ،الأمر الذي دفع المستثمرين إلى العزوف عن الأصول ذات المخاطر العالية ،والتركيز على شراء الأصول الآمنة.
اتهم البيت الأبيض بكين بالتراجع عن الالتزامات التي تم التعهد بها خلال المفاوضات التجارية ، وهدد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" برفع الرسوم الجمركية الحالية من 10% إلى 25% على بضائع صينية بقيمة 200 مليار$ بداية من غدا الجمعة ،مع فرض رسوم على بضائع أخرى إذا لم يكن هناك اتفاق.

وقال ترامب يوم الأربعاء إن الصين خرقت الاتفاق الذي تم التوصل إليه فى المفاوضات مع الولايات المتحدة ،وتعهد بعدم التراجع عن فرض الرسوم الجديدة ما لم تتوقف الحكومة الصينية عن الخداع.

بينما تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار للجلسة الخامسة في سبعة جلسات من الأدنى له منذ أبريل وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الصيني أكبر مستهلك للمعادن عالمياً وعلى أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم والتي تتضمن حديث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في واشنطون.

 هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية عالمياً بعد الولايات المتحدة، الكشف عن بيانات التضخم مع صدور القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين والتي أظهرت تسارع النمو إلى 2.5% متوافقة مع التوقعات مقابل 2.3% في القراءة السنوية السابقة لشهر مارس الماضي، كما أوضحت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المنتجين تسارع النمو إلى 0.9% مقابل 0.4% في مارس.

على الصعيد الأخر، من المرتقب أن يلقي محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الكلمة الافتتاحية لمؤتمر بحوث التنمية المجتمعية لنظام الاحتياطي الفيدرالي، وذلك بالتزامن مع الكشف عن قراءة مؤشر أسعار المنتجين والذي يعد مؤشر مبدئي للضغوط التضخمية والتي قد تعكس تباطؤ النمو إلى 0.2% مقابل 0.6% في مارس، بينما قد تظهر القراءة السنوية للمؤشر ذاته تسارع النمو إلى 2.3% مقابل 2.2%.

وفي نفس السياق، فقد تعكس القراءة الجوهرية لمؤشر أسعار المنتجين تباطؤ النمو إلى 0.2% مقابل 0.3% في مارس، بينما قد توضح القراءة السنوية الجوهرية للمؤشر ذاته تسارع النمو إلى 2.5% مقابل 2.4%، وذلك بالتزامن مع الكشف عن قراءة مؤشر طلبات الإعانة والتي قد تظهر انخفاضاً بواقع 15 ألف طلب إلى 215 ألف طلب خلال الأسبوع المنقضي في الرابع من مايو الجاري.
 
 
ويأتي ذلك أيضا بالتزامن مع صدور قراءة الميزان التجاري والتي قد تعكس اتساع العجز إلى ما قيمته 51.4$ مليار مقابل 49.4$ مليار في فبراير الماضي، وقبل أن نشهد الكشف عن القراءة النهائية لمؤشر مخزونات الجملة والتي قد توضح الثبات عند مستويات الصفر دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في القراءة الأولية لشهر مارس ومقابل 0.2% في القراءة السابقة لشهر شباط/فبراير.

بخلاف ذلك، يترقب المستثمرين حالياً لتطورات ملف المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصاديان في العالم بالتزامن مع توجه نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هو على رأس وفداً صينياً إلى واشنطون في وقت لاحق اليوم لإجراء محدثات تجارية اليوم وغداً الجمعة مع كل من وزير الخزانة ستيفن منوشين والممثل التجاري روبرت لايتهايزر اللذان كانا على رأس الوفد التجاري الأمريكي الذي زار بكين الأسبوع الماضي.

وقد تابعنا أمس الأربعاء أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن حديثه في اجتماع حشد له في ولاية فلوريدا "بالمناسبة، ترون التعريفات التي نقوم بها؟ لأنهم خرقوا الصفقة. لقد خرقوا الصفقة"، مضيفاً "أنهم يسافرون لنا، نائب رئيس الوزراء غداً يسافر لنا – رجل طيب – لكنهم خرقوا الصفقة. لا يمكنهم فعل ذلك، لذلك فهم سيدفعون".

وفي نفس السياق، فقد غرد الرئيس الأمريكي ترامب على حسابه الرسمي على تويتر بأن الوفد التفاوضي الصيني وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هو، أبلغوا البيت الأبيض بأنهم قادمون إلى الولايات المتحدة لإبرام الاتفاق التجاري بين البلدين، موضحاً أنه يترقب لما ستسفر عنه تلك المفاوضات، ومضيفاً أنه سعيد جداً بأكثر من 100$ مليار سنوياً تحصل عليها الحكومة الأمريكية من الرسوم الجمركية الإضافية.

كما نوه الرئيس الأمريكي الجمهوري ترامب في تغريده أخرى أنه سيكون راضياً باستمرار التعريفات الجمركي على الواردات الصينية، معرباً عن كون الصين ستكون مخطئة إن ظنت أنها ستفاوض على اتفاق تجاري مع إدارة أمريكية بقيادة الحزب الديمقراطي في المستقبل، مضيفاً أن انسحاب الصين يعكس رغبتها في إرجاء التفاوض على اتفاق تجاري في المستقبل مع الحزب الديمقراطي.

ويأتي ذلك في أعقاب تهديد الرئيس الأمريكي دونالد يوم الأحد الماضي برفع التعريفات الجمركية على سلع وبضائع صينية واردة لبلاده تقدر بنحو 200$ مليار من 10% إلى 25% بحلول غداً الجمعة، موضحاً أنه لنحو تسعة أشهر يتم دفع رسوم جمركية 25% على سلع تقدر بنحو 50$ مليار، ورسوم جمركية 10% على سلع تقدر بنحو 200$ مليار، مما ساهم في دعم الاقتصاد الأمريكي.

كما هدد أيضا الرئيس الأمريكي ترامب خلال الآونة الأخيرة بفرض تعريفة 25% على سلع صينية أخرى تقدر بنحو 325$ مليار "قريباً"، وجاء ذلك قبل تغريده أخرى له في وقت سابق من هذا الأسبوع أفاد من خلالها أن بلاده خسرت الكثير في التجارة مع البلدان، وأن تلك الخسائر تقدر ما بين 600$ إلى 800$ مليار سنوياً، ومع الصين الخسائر تقدر بنحو 500$ مليار، مضيفاً أنه لن يتم تقبل المزيد من الخسائر.

ويذكر أن الممثل التجاري الأمريكي لايتهايزر ووزير الخزانة الأمريكي منوتشين أعربوا يوم الاثنين الماضي عن كون الصين تراجعت عن الاتفاقات السابقة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ونوه كبير المفوضين التجاريين للولايات المتحدة لايتهايزر آنذاك لكون واشنطون ستزيد التعريفات على بضائع صينية واردة لأمريكا من 10% إلى 25% بحلول نهاية الأسبوع الجاري.

وفي المقابل، أفادت وزارة التجارة الصينية في تعليقها على التهديدات الأمريكية بزيادة التعريفات الجمركية على السلع والبضائع الصينية التي يتم تصديرها للولايات المتحدة، بأنه سيتم اتخاذ التدابير المضادة اللازمة في حالة إقرار المزيد من التعريفات الجمركية وسط الإشارة لكون تصعيد النزاع التجاري لن يكون في صالح أياً من البلدين، وأعرب الوزارة عن أسفها من قرار الإدارة الأمريكية برفع التعريفات الجمركية من 10% إلى 25%.

ونود الإشارة لكون الخبراء لدى مصرف ستاندرد تشارترد أعربوا مؤخراً عن توقعاتهم بارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى نحو أعلى مستوى حققته العام الماضي إلى 1,365$ للأونصة وذلك بعد أن اقتربت أسعاره من مرحلة ذروة البيع وتراجعها للأدنى لها هذا العام مؤخراً، وسط الإفادة بأن أحد الافتراضات الرئيسية التي قد تدعم تعافي الأسعار هي تمسك الاحتياطي الفيدرالي بسياسة الصبر وتعليقه لخطط تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة.

وأفاد الخبراء بأن تلك الافتراضية ترتكز على استعداد الاحتياطي الفيدرالي للركود المحتمل بحلول عام 2021، ما قد يدعم أداء الذهب الذي يعد ملاذ آمن، وذلك مع تطرقهم إلى ارتفاع مشتريات المصارف المركزية العالمية بشكل موسع وارتفاع الطلب على الذهب من قبل الصين والهند مؤخراً والذي قد يدعم أيضا بدورة الأسعار، ووفقاً لذلك يتوقعوا ارتفاع الأسعار إلى 1,365$ للأونصة وأن يكون متوسط الأسعار العام المقبل 1,375$ للأونصة.
 
 
 



Back